حجر في القلب
سليمان دغش
حَفْلَةُ الرَّقْص ِ جَنازَةْ
لإلهٍ يُحْتَضَرْ
وَبِعَيْنَيْكِ نُعاسٌ..وَحَشيشٌ وَخَدَرْ
فَدَعيني
أَشْرَبُ الأَحْزانَ وَحْدي
خَلفَ شبَّاكِ الضَّجَرْ
عَلَّني أَفْتَحُ لليْلِ شَبابيكَ القَمَرْ
عَلَّني أَفْرُطُ كَرْمَ النَّجْمِ في كَفِّ السَّحَرْ
مَنْ أَنا...؟
جُرْحٌ بِلا جَفْنَيْنِ.. مَوّالٌ..وَمِنديلُ سَفَرْ
وَحَكايا...
كَتَبَتْها ريشَةُ الرّيح ِ بِدَمْعاتِ المَطَرْ
واصِلي الرَّقصَ وَميلي
مِثْلَ أَغْصانِ الشَّجَرْ
وامْلَئي القاعَةَ دِفْئاً
واشْتِعالاً
وَشَرَرْ..
وَاتْرُكيني
شاحِبَ الوَجْهِ كَئيباً
كَقَناديلِ
السَّهَرْ
أَنا لا أَمْلِكُ إِلاّ
دَمْعَةً حَرَّى وَقَلباً..آه ِ مَقْطوعَ الوَتَرْ
حَفْلَةُ الرَّقْصِ جَنازَةْ
لإلهٍ يُحْتَضَرْ
وَالسَّكاكينُ بِقَلبي
وَبِعَيْنَيَّ مَطَرْ...
راقِصاتُ الجازِ حَوْلي
كَالفَراشاتِ زُمَرْ
بادَلتني الحُبَّ إِحْداهُنَّ ساعاتٍ
وَلمَّا عَرفَتْ إسْميَ صاحَتْ :
عَرَبيٌّ
مُحْتَقَرْ
يا إِلهي...
أُعْذُرِ القَلبَ إِذا القَلبُ كَفَرْ
لَيْسَ للمَغْلوبِ شَيءٌ-يا إِلهي-
كُلُّ ما في الكَوْنِ مُلْكُ المُنْتَصِرْ...
يا إِلهي...
نَزَعوا الوَرْدَةَ مِنْ بُسْتانِ قَلبي
وَرَموا
فيهِ
حَجَرْ...!!
( من ديوان " هويتي الأرض " )