في الحُلْمِ مُتَّسَعٌ لنا
سليمان دغش
في الحُلْمِ مُتَّسَعٌ لنا
مرَّ النهارُ على شواطئنا
ومرَّ الليلُ يرفُلُ بالمصابيحِ البعيدةِ
في حسابِ الضوءِ
لا أحَدٌ
ولا أمدٌ
ولا أبدٌ
سيُدركُ سرَّ هذا الكونِ
يسحرُنا
ويملؤنا
بفيضِ النورِ والادراكِ
لولا الليل هل كُنّا سنكتشف الكواكبَ
والثريا،
دورةَ الأفلاكِ،
هندسةَ السّماءِ
ولغزَ أسئلةِ البقاءِ
كأنَّ الكون مرآة المرايا
كلّ ما فيها حقيقيٌّ ووهميٌّ
وراءَ سرابِ رؤيتنا ورؤيانا
وما الرؤيا سوى وهمٍ يراودُ شهوةَ الادراكِ
بينَ الحُلْمِ والتفسيرِ
ثمّة هاجسٌ يستدرجُ الأرواح نحوَ سمائها
وسمائنا
في الحُلْمِ متّسعٌ لها
في الحُلْمِ مُتَّسَعٌ لنا
في الحُلْمِ مُتّسَعٌ لنا
والحُلْمُ يرسمُ قوسَهُ القُزَحيَّ
خلفَ الزّئبقِ الأفُقيِّ
أبعدَ منْ أصابِعِنا
وأبعَدَ منْ مجالِ الرّوحِ بينَ اللهِ والمنفى
ولي منفايَ، منفى الروحِ في الوطنِ المُقدَّسِ
ضاقَ بي وطني اتَّسعتُ كغيمةٍ في الريحِ
تحترفُ الرحيلَ
منَ الرحيلِ إلى الرحيلِ
مجالها ماءانِ محتملانِ والصّحراءُ وجهتها الوحيدة
إنّ للصحراء رؤيتها
ولي رؤيايَ، كيفَ أعلِّمُ الصحراءَ
سفرَ الماءِ في لُغتي لكيْ تحيا
وكيْ أقوى على موتٍ يلاحقني
هُنا وهُناكَ بينَ الماءِ والصّحراءِ
إنّ قصيدتي حمراء مثل دمي
ولي حُلُمي
ولي وهمي
ولي شَفَتي وأغنيتي
وخارطتي هنا جسَدي
وروحي لا حدودَ لها لأحملَها
وتحملني على قلَقِ النّوارسِ
في هواجس حلمِها أو حُلْمِنا
في الحُلْمِ مُتَّسَعٌ لها
في الحُلْمِ مُتّسَعٌ لنا
( من ديوان " الكلمة الأخيرة لامرئ القيس " )