مواســــمُ الخَجَل
سامى نفادى
( 1 )
بلادُنا قد حبلتْ
بِضَيْمِنا كما تَرَى
و العُمْرُ موسِمُ الألمْ
مَنْ ذا الذى يَهبُّ
كى يرحمَنا مِنَ المخاض ؟
و يحذفَ الحقبةَ مِن قلوبنا ؟
وِلادةٌ معجونةٌ بخِزْيِنا و دَمِنا .
بقيصريةٍ ؟
ليستْ بلادُنا
و إنّما كانتْ مِنَ العُرْبِ و نَذْكُرْ .
ألْقَى عليها المارِقونَ مِن ظلامِهم
فالبسوها البزّةَ الحمرا
أبَتْ
و لوَّنْتْها بالسوادْ
و اتَّخَذَتْ مِنْ جيلِهمْ عصرَ حِدادْ .
( 2 )
أسيرُ في الشارعِ كالغائبِ
لا يُبْصِرُنى الشارعُ
لا يسيرُ بى
معْ أنَّنى أعرِفهُ
أحفظُهُ
"شارِعُ تُرعة الجبلْ"*
أمْتَصُّ تذْكارى
و لكنْ
يموجُ في رأسى دُخانْ .
جلستُ
لا تعْرِفُنى
فقُلْتُ : إنها غريبةْ
وإنها لا تُساقينى على الآهِ و نفسى
و أننى لستُ بأرضِها
و أنّها قدْ حبلتْ بما تَرَى
مَنْ ذا الذى ؟!
فَقُمْتُ
و النادِلُ يأخُذُ الحسابْ
يموجُ في رأسِى دُخانٌ يسألُ :
مَنْ ذا الذى ؟!
مشيتُ كالطريقِ هاربا
يسيلُ مِنْ نَظْرَتِىَ المِـــــــــــــدادْ .
( 3 )
بلادُنا قد وُصِمتْ بما نرى
كما نرى
و فاضَ موسِمُ الخجلْ .
مَنْ ذا الذى واسَى الكريمة ؟!
أوّاه .. وامعتصماااااااااااااااه !
(رُبَّ وامعتصمــــاه انطلقتْ
مِلْءَ أفــــواهِ الصبايا اليُتَّمِ
لامســـــــــتْ أسماعنا لكنها
لم تُلامِسْ نخْوةَ المعتَصِمِ)**