علَى الألـــــــــــــــــــواح
سامى نفادى
دُمْتُمْ و نامَ الصَّــــــــــــحْوْ .. يا شارِبى نخْـــــــــــــبِى
يا ليلُ ماذا الصــــــــــــفْوْ .. إلَّا علَى نحْــــــــــــــــبِى
غَنُّــــوُا عـــــلَى دَرْبِى
ليلُنا خمرٌ و جمْرْ
و النُّهَى تطفو إلى حيثُ الوِهـــــــــــادْ
و شعاعٌ كغريبٍ تائهٍ
يتلوَّى
يندثِر .
حنَّةُ الحُزنِ لواءٌ صامت :
ـ رحمةُ اللهِ على النيلِ الأبِىّ
و لكَ اللهُ أيا فكرًا و ثورة .
.. .. .. ..
ليلُنا قفرٌ و جمرْ
و النُّهَى غامتْ
و غابتْ
ثُمَّ لَجَّتْ فى كؤوسِ النفطِ فانساب الهُلامْ
طاشتِ الأيامْ
فانسخِ الوهمَ
و نَهْنِهْ
و اذرِفِ الأحلامْ
أطْلِقْ نِـــــــــــداءَ الراحْ .. فى الجيــــــــــلِ و الدَّرْبِ
و ارسمْ على الأقــــداحْ .. خارِطَةَ العُــــــــــــــــرْبِ
و اكتُبْ على الألـــــــواحْ .. "يو إسْ إى" رَبِّــــــــــــى
غَنُّوا على دَرْبِــــــــــى
.. .. .. .. .. .. .. .. ..
سابحاتٌ هذه الأنعامُ فى نهْرِ النقيقْ
سائحاتٌ هائماتْ :
ـ لا تلُمْنى لا .. و لا تأس على أمِّكَ يا طفلى الرقيقْ
أطلِق نـــــــــاءَ الراحْ .. فى الجيــــــلِ و الدَّرْبِ
فغدًا إنْ لمْ تكُنْ أنتَ رقيقًا
سوف تغدو أوَّلَ التُّجارِ فى سوقِ الر قيقْ
و ارسمْ على الأقــــداحْ .. خارطةَ العُــــــــرْبِ
ـ إنَّها خارِطةٌ باليةٌ
لا تُجارى العصْرَ أو روحَ الحداثةْ
و أنا ـ يا طفلِىَ المسكين ـ كالعصفورةِ الحيرىَ أطيرْ
قدْ سئمتُ النخلةَ الشمطاءَ هذى
و أريدُ الأيكَ فى العولمةِ الوارفةِ
ـ لا تقُلْ ـ يا طِفْلِىَ المسكين ـ أنِّى قد وضعْتُ الوضْعَ ؛
فالموضوعُ قدْ سنَّتْهُ ـ قَبْلى ـ ضَعَةُ الأوضاعِ فى ضَوْعِ الوَضاعةْ .
و اكتبْ على الألــــواحْ .. "يو إسْ إى " رَبِّــــــــــى
.. .. .. .. .. .. ..
ذهبَتْ سائحةً هائمةً
و توارتْ فى تعاريج الكلامْ
و على الأحلام هذا الدمُ يجثوا خثرةً ، تحت البطون ْ .
و الذى يزكو يُوارَى
و على السطحِ الأفونْ
و ضبابٌ
و أخاديدُ خصامْ .
يا ليلُ كَمْ مِنْ دَهْــــــــــرْ .. ياتِى على لَيْـــــــــــــلِى
صوتُ الدُّجَى فى القصرْ .. ألْيَلُ مِا حَــــــــــــــوْلِى
غَنُّوا علَى قَـــــــــــوْلى
.. .. .. .. .. .. ..
و رهيفٌ قلبُ هذا الطفلِ فى ليلِ الغبوقِ
تركتْهُ أمُّه يلعقُ مِن يتْم الطريـــــــــــقِ
ذهبتْ سائحةً هائمة
تختالُ فى "لندن"
حيثُ الضوءُ الوهءمُ الحقيقى
و الذى يختارُ هذا الطفلُ ـ منذ المهدِ ـ
إمّا جلجلاتِ الراح مِنْ كاساتِ نفطٍ راهبٍ فى حانِهِ
أو فَعَلَى المهْدِ السلامْ .
(قل لنا أينَ المفَــــــــرُّ .. فلنا يومٌ أمّـــــــــــــرُّ)
سرقوا الأحلامَ مِنْ غــــــــفوتِنا والنومُ جَمْـــــــــرُ
إنَّما أمْرٌ مِنَ الخوفِ أذاعوهُ صَدًى
ردَّدوهُ
ثُمَّ رَدُّوهُ على أحلامِهمْ
فارتَدَّ غيبوبةَ دَهْرٍ خائفٍ
و اعِكاسٌ منهُ قد طالكَ أنتَ
أيها المنصورُ
و المهزومُ فى بيتِكَ
لا تنظُرْ إلى يومِك أوْ مستقبلِكْ
أنتَ للخلْفِ فقط
طاشتِ الأيامُ فاصرُخْ
و انسخِ الوهمَ و نَهْنِهْ ؛
غفلتْ بنتُ المُعِزّ
شرِبتْ فى حانةٍ للجُنْدِ حتى
فقدتْ خاتَمَها السِّحْرِىَّ
باعهُ " الحارسُ" جهرًا و قتضى ثمنًا بخسًا :
ـ قُبَّعة
ـ و غلافًا للأمانْ
ـ حبَّةً زرقاء
يرْفضُ الضـــــــــــــوءَ الصحيحْ .. يرقُـــصُ الرَّقْصَ الهٌـمَامْ
رقصةً غربيَّةً حين يصيــــــــــحْ .. رقصةً شرقيّة حين ينــامْ
و الخِتــــــــــــامْ :
سرقوا الأحلام فى غــــــــــفوتِنا فالنّومُ جَمْـــــــــــرُ
عُمُرُ الحُكَّـــــــــــامِ خَمْرٌ .. و غَدُ المحكــومِ أمْـــرُ