أنتَ لَمْ
ســـــــــــــــــامى نفادى
(1)
انْخرِطْ مِنْ سكْرَةِ الموْتِ إليْكْ
و ازْرِفِ الأنواءَ فوقَ الرَّأْسِ
و انْثُرْ عِفَّةَ الأرْضِ وقُلْ:
لا أكُونْ
(2)
اخْرِقِ الماضِى
و أحْرِقْ سُنَّةَ الأنْفاسِ
و انْزعْ نبْضَكَ الميْتَ
و شَكِّلْ مِنْ فُتاتِ الشمسِ أنفاساً أخَرْ
(3)
هَتَكَتْكَ الغفوةُ القُصْوَى
و أرْداكَ الوراءْ
أنتَ أنتَ القابِعُ الآنَ بطيَّاتِ الحُفَرْ
(4)
اثْقُبِ القلْبَ
لِكَىْ ينزِفَ نبضاً عائما
و اضْرِبِ اليوْمَ
لِكىْ يرْسمَ حُــلْماً لائما
و ابْذرِ الموْتَ
فقدْ ينسابُ صحْوٌ صادِحٌ
يغتالُ صوتا غائما
(5)
قُمء
ألَمْ يأتِكَ أخبارُ الغصونْ؟
و العيونُ ال كُنْتَ تدعوها لِأبراجِ سمائكْ
طارتِ الآنَ و ألْقَتْ شذَرًا فوقَ شذَرْ
العيونُ الساخِراتُ امْتشَقَتْ
أنْجُما وانطلقَتْ
(6)
زاوِجِ – الآنَ – الغُبارَ المُنْتشِى فى نظْرتِكْ
بِرُقادِ المَلَلِ العُشْبِىِّ
و اعجِنْ
و انْسحِقْ
فالليلى خَرَجَتْ مِنء ناظرَيْكْ
(7)
-سِرْتَ حتَّى جُزْتَ "إلْيوتَ"*
و عُدْتَ
-ثُمَّ أصْغيْتَ ل"إقْبالَ"**
فَنِمْتَ
-وبَدَى "ظاغورُ"* **فى عينيكَ صلْصالا
فَمِــــــــتَّ
-هلْ تلاقيْتَ خلالَ اليَوْمِ و "الأسْمَرِ"**** فى بيْداءِ عبلةْ؟
-هلْ قَصَدْتَ المُعْصِراتْ؟
و شرِبْتَ "الأمَزونْ"*****؟
و تشَظَّيْتَ على الأنْهارِ حَوْل اليَوْمِ مَرَّةْ؟
فاقْرإ الرَّحْبَ
و لا تخْجلْ مِنَ الخوْفِ المُطِلّْ
أوْ تنامَى أذْرُعا فى تُرْبةٍ مُوْحِلَةٍ حتى الثمالةْ !
(8)
اِقْرإ الأضواءَ
و اطْوِ العمْرَ
و اقْلِبْ صفحةَ المُدْنِ التى قَدْ أُغْمِدَتْ
فى الفَلَكِ
.........................................
أنْتَ أمِّىٌّ أجَلْ
لكِنِ اقْراْ صرْخةَ الطوفانِ :
مَنْ عَلَّمَهُ تقبيلَ "نُوحْ"
لمْ يكُنْ "نُوحٌ" على ظهْر سفينةْ
كان "نُوحٌ" فى سماواتٍ أخَرْ
بينما أنتَ تعَطَّنْتَ بِأفْلاكٍ سجينةْ
فاغْتَبِطْ
بالرَّكْضِ فى
دائرةِ الوهْمِ الأمينةْ!!
(9)
ما الذى أسْكَنَ "جبرانَ"****** بهذى الأغْنيةْ:
مِنْ ضُحَى "بيروتَ" يَشْدو
ثمَّ يَبْكِى لْوْحةَ الرُّوحِ على "نيو يوركَ"
بيْنا أنْتَ فى لُجَّةِ لَحْنٍ دَبِقٍ
لا يكْتَمِلْ
(10)
عَكَسَتْ شمسُ المزاميرِ حصانا أشْهبَ الحُلْمِ
و ها أنتَ تبِيعُ البَلَهَ المَلْفوفَ فى صَهْلِ الخِيامْ!!
لا تسَلْ عنْ صهْلةِ البَرْقِ ونَمْ
بلْ أنـــــــــــــــــــــــتَ لَــمْ !
(11)
هذه أُنْمُلَةٌ صاغتْ بُراقا
و انثنتْ تزْرعُ أشجارا على طوفانها
بينما أنتَ
امْتَطَيْتَ الحَمَلَ المسْروجَ مِنْ خَوْفِكَ ،
و اخْتَرْتَ المُدُنْ0
كُلَّ يومٍ أنتَ فى اليَوْمِ
و فى الليلِ تُناجِى مَوْضِعَكْ
و الذى قدْ قَوْقَعَكْ
وهمُ طِفْلٍ فى سكونٍ أدْمعَكْ
فى المَدَى قَدْ ضيَّعَكْ
يا بريقا فى رُكامٍ خَفَتَ الصوتُ بِهِ
ما أوْضَعَكْ!!
(12)
آهِ
حَتَّى اليوْمُ قدْ هامَ
و أصْغَى لِخرِيرِ الضَّوْءِ مِنْ بَعْدِ المَدَى
بينما أنتَ:
ربيبٌ للمســـــــــــــــــاءْ
و سجينٌ للنـــــــــــــــهارْ
(13)
أنا لا أسْكُتُ حتى تخْتفى
أو تُزَكِّى بعصاكَ البحْرَ أو ..
أو تُلاشِى مِنْ سماكَ الأعْمِدةْ
فالأثيرُ اسْتعْبدَكْ
و التماهى بَــــــــــــــــــــــــدَّدكْ .
(14)
فلْتَقُمْ قبْلَ "حريقِ الفجْرِ"
و اسْحَقْ سُنْبُلاتِ الأرْضِ
و اسْتَنْبِتْ صُراخًا
و اسْتَطِلْ
لا تَقُلْ : إنَّكَ مِنْ ماءٍ و دَهْرْ
بلْ :إذا اسْطَعْتَ الوثوبْ
و جَمَعْتَ المـاءَ والنارَ معًا
ثُمَّ كَوَّرْتَهُما فى الدَّهْرِ
بلْ :أشْعَلْتَ فيكَ ال"بَعْدَ"
قُلْ : إنَّكَ أنْتَ
مِثْلما كُنْتَ نخيلا
و العيونُ ال كُنْتَ تدعوها لِأبراجِ سمائكْ
ستواتيكَ بأزمانِ الرُّبا أَسَمِعْتْ؟:
اقْرإ الرَّحْبَ
و لا تخْجَلْ من الخوفِ المُطِلّْ
...............................
أنتَ أُمِّىٌّ أجَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلْ؛
كُلَّ يوْمٍ أنتَ فى اليومِ
و فى الليلِ تُناجِى مَوْضِعَكْ
و الذى قدْ قَوْقَعَكْ
وهْمُ طِفْلٍ فى البيادى أدْمَعَكْ
فى المَدَى قَدْ ضَيَّعَكْ
يا بريــــــــــــقا فى رُكــــامٍ
خَفَتَ الصوْتُ بِهِ
ما أوْضَـــــــــــــــــعَكْ
*----------------*---------------*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*إليوت : توماس ستيرنز إليوت : الشاعر الأمريكى المعروف .
**إقبال : الشاعر الباكستانى محمد إقبال .
*** طاغور : ربندرانات دبندرانات طاغور :شاعر الهند الكبير .
**** الأسمر : عنترة .
*****نهر الأمازون .
****** جبران خليل جبران .