كوباني
عجلة تتدحرج مع المغتربين مبتعدة
صورة محروقة تُحمل في الحقائب والأكباد
براثم أنامل تطوف سماء الألم
عذراء انتهكت عفتها
بهرجوا وجهها بدم بكارتها
ارتدت ثوب الخراب
وخرجت للعالم كعقيلة الحزن
يا مدينة السراب..
يا مدينة الأحباب..
أطفالك يتامى
شبابك مهجرون
أناسك ميتون
شهداؤك بلا ذكرى.. منسيون
شيوخك معاقون
والحرقة تخنق حناجرهم
شواهد قبورك بلا اسم
وخيم أهلك بلا عنوان
أبنيتك وأشجارك وحتى سماؤك
جميعهم تكدسوا فوق بعض
أما مجزرتك
فإنها تبتسم.. تقهقه
على الشاشات وأمام الكاميرات
هكذا قالت "وداد نبي"
وروت محاصيل الغربة بدموع الغصة
كوباني
لم أعد أعرفك
كبرتِ كثيراً
أكبرتك المقابر وبركات الدماء
غابت بسمتك فلم أعد أراها
فالضباب والدخان
يحصران شفتيك بمخالبهما
لم أعد أعلم الطريق إليك
أذهبت المخيمات معالمه
وصرت أنتِ مندثرة بين القبور
يأتيك الموت من كل حدب وصوب
لكن.. هناك
هناك شيء غريب
ينهش الخراب
ينسال من بين المخيمات والقلوب
يعلو الأبنية والرءوس والنهود
شيء ما.. ما بين الأمل والحلم
يحول المقابر.. إلى منارة
والأيتام إلى آلهة تصنع المعجزات
ويجعل الصرخات.. تهليلات نصر
حتى إنك ستنبتين وردة
من ذكريات أبنائك
على أرصفة وشواطئ أوروبا
لا تفقدي الأمل
فقط ابتسمي
وستعود كل سوريا