الرئيسية » » سفــــــــارى العيون | سامي نفادي

سفــــــــارى العيون | سامي نفادي

Written By Unknown on السبت، 20 يونيو 2015 | 3:12 م



سفــــــــارى العيون
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(لم تكُن في الرحلة ولكن :
على متن القلب و شاطئ الروح)
موجةً هانية 
شاطئُ الروحِ يدعوكِ
هل تُلبِّين همسَ المرافئْ ؟
أمْ ترُوغين
أمْ تكتفين برنوتِكِ السانية ؟
و ترشِّين هذا الغموضَ غلالةَ بَسْمٍ
تُعالِجُ صبوتَنا الرانية ؟
ثُمَّ تنأيْنَ عن سابحِ الآهِ
و تروحين في زورقِ النهنهة .
(ما بين منعطف الأنفاسِ السُّفُنِ
أنا الغريقُ و رِمْشٌ ـ ثَمَّ ـ يُدرِكُنى)*
يا لنا !
نبضةٌ .. و بُحورْ !!
فاتَّخَذْتُ حفيفَ فؤادِكِ مجدافِيَهْ
واسْتَظَلَّ النِّداءُ الخفِىُّ بهفهافِ راحِكِ ،
و ادَّاركتْ أغنياتى
بقيثارةِ الغُرْبَةِ السافية .
نحنُ في كُلِّ مُنْعَقَدٍ تَخْطُرينَ ،
يُناغى الصَّبا خطوُكِ السِّمْفــُــونىُّ الرفيفْ
فتضمِّين أعيُنَ مَنْ يدَّكِرْ
في هدوءٍ شفيف .
.. .. .. .. .. ..
أنتِ تُهدين للقاعة ـ الآن ـ أنفاسَها
لَمْ تُعيرى المحاضَرةَ / الخلايا / الغِشاءَ المُبَطنَ للشُعَبِ ،
لَمْ تُعيرى الكلامَ اهتماما .
بينما لُـذْتُ والحاضرونَ بِدَوْرِ خلاصة ورقِ اللبلابِ والزعترِ ،
لُذْتِ أنتِ بِفِكْرِ شذىَ الزعترِ السارحِ الهمسِ
في التنْهِدةْ .
و تبخترْتِ حوْلَ سؤالٍ يُثيرُ ـ برفقِ الندى ـ
غُصْنَ لبْلابٍ استَرَقَ السمعَ مِنْ رَمْشَتِكْ .
.. .. .. .. .. ..
في محاضَرةِ التوْقِ للضوْءِ ،
حِينَ يكوِّنُ صورتَه في سما الشبكية في نظرةٍ عابرة :
كُنْتُ أعزِفُ ـ في هارمونى النظرات ـ
تَأوَّدَ عَيْنَيْكِ فِىّ /
أُوَزِّعُ للعَزْفِ :
ـ نظرةً راجية .. ـ رنوةً حانية .. ـ لمحةً حالِيَة
ـ نظرةً ساهمة .. ـ رنوة حالمة .. ـ لمحةً باسمة
ـ نظرةً آسرة .. ـ رنوةً ثائرة .. ـ لمحةً آمرة
ثُمَّ قُمْتِ
ـ و يالىَ حين تقومين ـ
رُحْتُ أوَزِّعُ سيمفوُنِىَ الرقرقة :
ـ وقفةً هامية .. ـ خطوةً دانية .. ـ لَفتةً ساقية
ـ وقفةً لاثمة .. ـ خطوةً ناعمة .. ـ لَفتةً هائمة
ـ وقفةً باهرة .. ـ خطوةً ناظرة .. ـ لَفتةً شاعِرة
ثُمَّ أبدأ في العزفِ
مِنْ بسمةٍ في "مطار الرياضِ"
تطير معى لسما القاهرة
ثُمَّ ينعطِف اللحنُ في "جولى فيل"* بسيناء
في "شَرْم" .
تكْشِفُ البسمةُ المستحمَّةُ في الروح عن فِطْرةٍ كحليبِ القصيدة .
.. .. .. .. .. .. ..
قُلْتِ لى :
ـ إنَّكَ الآنَ حاولتَ تفسيرَ كونى على الأرضِ
ـ حاولتَ أنْ تجْمع المستفيضَ من النبضِ
ـ حاولتَ تسجيلَ لحن دمائىَ
ـ حاولتَ .. حاولتَ ..
ـ هل تستطيعْ ؟
فارتبكْتُ قليلا
وابتعدْتُ قليلا
ترَيَّثْتُ
أمسكْتُ بالصمتِ كى لا يروح
و لكى لا أبوح
و كى لا أُبيحْ
في السفارى
كشفْتِ عنِ الآهة البابِ ،دخلْتُ بحارا
و أمواجَ نهنهةٍ
و رفيفَ يمامٍ يبوحُ بعشْقٍ بعيد
و تُهْتُ .. و تُهْتُ
فَلُذْتُ بعَطْفِ ابتسامتكِ الواسنة .
فرجعْتُ .
و في آخِرِ الوسَنِ الليلِ
عدْنا إلى "جولى فيل"
فغزَلْتُ سريرى بالبسمةِ الواسنة
و سهِرْتُ
إلى أجَلٍ
لا أرى منتهاهُ إلى الآن .
هلْ أنا
رُمْتُ بعضَ الصَّبا مِنْ رحيقِ الوسنْ
أمْ أذَبْتُ رؤاىَ
بِكأسِ النِّدا و السُّهادْ ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*البيت فيه تناص مع بيت ابن الفارض الشهير : (ما بين معترك الاحداق و المهجِ ++ أنا القتيل بلا ذنبٍ و لا حرَجِ)

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.