من المنفى..إلى أمي..
———————
أمي:
قبل أن تستمعين إلى كلماتي...
احبسين الدمع في عينيك ،
لاتدعيه ينهمر على خديك ،
فتساقط قطرات على حروفي ،
فأحس بوقعها..
فحروفي منبعها القلب...
وحبكِ نحت في قلبي ،
فلا تجعليه يحترق ويحترق واحترق بصمت.
أمي:
لاتلغي مراسيم البهجة عن وجهكِ الطاهر ،
وتطفي على شفتيكِ إبتسامة خائفة مفجوعة متذمرة..
وتجعلي من حياتكِ مأتم ،
ينشد فيه ضعفاء النفوس:
أغاني الفرح....
فتعيشي في جحيمٍ لايطاق؛
سعَّرتهُ حكاية إختفائي..
فتحلي بالصبر والثبات والشجاعة ،
حتى أعود إلى جنة أحضانك ،
أو........
فإنني أصير فتاتاً من الألم ؛
عندما أرى تلك المشاهد المؤسفة:
تتشظي مرارتها منحطمة على جدران قلبكِ.
أمي:
منذ وطئتْ قدماي هذا المزلق الخطير..
في لحظاتٍ تعرَّتْ فيها أوجاعي ،
فتخلى أدعياء الوفاء عني،
وتواروا خلف كواليس أعذارهم المزخرفة..
فتلاشى حبهم الوهمي في سراديبٍ وسراب ؛
إيذاناً بلونٍ آخر.
ويبقى حبكِ أنفاس الروح ،
وضوء المدى..
فأمسيتِ..قاسم همومي المشترك ،
عندما ينام العالم..
وأصبحتِ..تقتاتي الألم في صمتٍ رهيب ،
وتتجرعي الكأس فارغاً لتسقيني لحظة حب وحنان،
وآكلين خبز اللامبالاة
يتراقص لهاثهم على ألحان أنينك..
فماأصدق لغتكِ أيها الأم!!
وماأكذب زيف لغات العالم الثاني!!.
أمي:
مرتْ خمسة أعوام مليئة بالتجاعيد والنتوءات..
وأنا أرفس بين منفى بلون المقابر،
وقطار أشواقي يلف السكك ذات جسور متقطعة المدى،
لكن همساتكِ الدافئة تأبى النتوء والإنقطاع ومقارفة الشتاء.
أتنقل من حفرة إلي حفرة..
وأحشر نفسي في زوايا الوجد والذكريات..
وما أن ترن سلاسل شبَّاك الزيارة ؛
فأتجه...بخطواتٍ تسابقها رقصات التَّحنان..
أرتقب بزوغ وجهكِ البهي،
فيخذلني الشوق في كل مرة ،
ويصطادني اليأس برصاتٍ غادرة ،
فأتحاشاها..ملتجئاً بالهاتف المحمول...
وبمجرد إنسياب صلواتك والحنان في أذني ،
فأتعاطى كبسولة أمل..
وأرتوي بعد جدب..
وأتنفس أكسجين حياة.
أمي:
بين اللحظة واللحظة..
بين الفينة والأخرى..
بين الأمسية والذكرى:
يشدني الشوق نحوك ،
والمدى عراقيلٌ وأشواك..
فأتمنى وأتمنى...
حتى إشتمام معطفاً ترتديه،
حتى تقبيل نعلاً تحتذيه ،
حتى..ثم حتى..وحتى..
كم أشتاق إليكِ ياغاليتي..
شوقٌ يعجز الحبر عن رسمه،
تعجز المفردات عن تصويره،
يعجز المدى عن تحجيم وطنه..
(شوقٌ بأوسع منتهاه)..
حتى قدراتي اللامتناهية تترنح عاجزة ،
عن وصف حجم أشواقي إليك..
أشتاق إليكِ،ثم إليكِ،وإليكِ.
أمي:
كم هو مؤلم..
وأشرطة الذكريات تستحضر صورتكِ المشرقة بالجمال ؛
لأرسمكِ في لوحاتي الجدارية،
فيبوء المتخيل بالفشل في كل محاولة ،
وتتجلط الألوان في علب الحيرة..
وعندما أدرك أنكِ (قرآن..)
يعجز بشرٌ على شاكلتي عن الإتيان بمثله ؛
فينزاح الألم قليلاً..
هكذا أنتِ ياأمي...
عظيمة خلقتي..
عظيمة الحياة والممات..
عظيمة الخلود والدوام.
أمي:
أتودد إليكِ أن لاتعتبي عليَّ..
كما أني لاأعتب عليكِ أبداً..
فأحوال الديار...وتجاعيد اللحظة المنهارة:
سرقتْ منا روعة التواصل..
وجعلتنا نرزح تحت واقعها المرير..
وتظل وعودنا تحت الإقامة الجبرية،
حتى تتمكن من إطلاق سراحها.
أمي:
ثمة وريقات وقصاصات خبًّئتُ فيها صبابتي،
هي عندي بمثابة تلافيف روح لجسدٍ لم يمت بعد.
أرجوكِ أن تحفظيها كما حفظتيني في أحشائك ،
وتحفظيني في شغاف قلبكِ،
لاتدعِ الآيادي الملّوثة تعبث بطهرها.
أمي:
ياأرضٌ وسماء تفيضان بالعطاء..
أأبيتُ على ظماءٍ،وأنتِ المنهلُ..
أيحلُ بي سقمٍ،وأنتِ الدواء والطبيبُ..
أينزل بي جدبٍ،وأنتِ الغيثُ الزلال..!!!؟
..وإن لي رباً اسمه الكريم ،
لم ينساني قط ،
ولن ينساني أبدا.
أمي:
أنا بخير..
بخير ياأمي..
فإذا رحلتْ عن دنياكم
قبل اللقاء..
قبل أن أعود من المنفى الأليم..
فقولي:
عفوتْ ورضيتْ عنك يافلذة كبدي.
أحب أمي..
أحب أبي..
أحب أخي..
أحب أصدقائي ورفاقي..
العالم أسرتي ،وأنا أحب أسرتي.
٢٠١٥/٦/٢٦
٩/٩ /١٤٣٦
———————
أمي:
قبل أن تستمعين إلى كلماتي...
احبسين الدمع في عينيك ،
لاتدعيه ينهمر على خديك ،
فتساقط قطرات على حروفي ،
فأحس بوقعها..
فحروفي منبعها القلب...
وحبكِ نحت في قلبي ،
فلا تجعليه يحترق ويحترق واحترق بصمت.
أمي:
لاتلغي مراسيم البهجة عن وجهكِ الطاهر ،
وتطفي على شفتيكِ إبتسامة خائفة مفجوعة متذمرة..
وتجعلي من حياتكِ مأتم ،
ينشد فيه ضعفاء النفوس:
أغاني الفرح....
فتعيشي في جحيمٍ لايطاق؛
سعَّرتهُ حكاية إختفائي..
فتحلي بالصبر والثبات والشجاعة ،
حتى أعود إلى جنة أحضانك ،
أو........
فإنني أصير فتاتاً من الألم ؛
عندما أرى تلك المشاهد المؤسفة:
تتشظي مرارتها منحطمة على جدران قلبكِ.
أمي:
منذ وطئتْ قدماي هذا المزلق الخطير..
في لحظاتٍ تعرَّتْ فيها أوجاعي ،
فتخلى أدعياء الوفاء عني،
وتواروا خلف كواليس أعذارهم المزخرفة..
فتلاشى حبهم الوهمي في سراديبٍ وسراب ؛
إيذاناً بلونٍ آخر.
ويبقى حبكِ أنفاس الروح ،
وضوء المدى..
فأمسيتِ..قاسم همومي المشترك ،
عندما ينام العالم..
وأصبحتِ..تقتاتي الألم في صمتٍ رهيب ،
وتتجرعي الكأس فارغاً لتسقيني لحظة حب وحنان،
وآكلين خبز اللامبالاة
يتراقص لهاثهم على ألحان أنينك..
فماأصدق لغتكِ أيها الأم!!
وماأكذب زيف لغات العالم الثاني!!.
أمي:
مرتْ خمسة أعوام مليئة بالتجاعيد والنتوءات..
وأنا أرفس بين منفى بلون المقابر،
وقطار أشواقي يلف السكك ذات جسور متقطعة المدى،
لكن همساتكِ الدافئة تأبى النتوء والإنقطاع ومقارفة الشتاء.
أتنقل من حفرة إلي حفرة..
وأحشر نفسي في زوايا الوجد والذكريات..
وما أن ترن سلاسل شبَّاك الزيارة ؛
فأتجه...بخطواتٍ تسابقها رقصات التَّحنان..
أرتقب بزوغ وجهكِ البهي،
فيخذلني الشوق في كل مرة ،
ويصطادني اليأس برصاتٍ غادرة ،
فأتحاشاها..ملتجئاً بالهاتف المحمول...
وبمجرد إنسياب صلواتك والحنان في أذني ،
فأتعاطى كبسولة أمل..
وأرتوي بعد جدب..
وأتنفس أكسجين حياة.
أمي:
بين اللحظة واللحظة..
بين الفينة والأخرى..
بين الأمسية والذكرى:
يشدني الشوق نحوك ،
والمدى عراقيلٌ وأشواك..
فأتمنى وأتمنى...
حتى إشتمام معطفاً ترتديه،
حتى تقبيل نعلاً تحتذيه ،
حتى..ثم حتى..وحتى..
كم أشتاق إليكِ ياغاليتي..
شوقٌ يعجز الحبر عن رسمه،
تعجز المفردات عن تصويره،
يعجز المدى عن تحجيم وطنه..
(شوقٌ بأوسع منتهاه)..
حتى قدراتي اللامتناهية تترنح عاجزة ،
عن وصف حجم أشواقي إليك..
أشتاق إليكِ،ثم إليكِ،وإليكِ.
أمي:
كم هو مؤلم..
وأشرطة الذكريات تستحضر صورتكِ المشرقة بالجمال ؛
لأرسمكِ في لوحاتي الجدارية،
فيبوء المتخيل بالفشل في كل محاولة ،
وتتجلط الألوان في علب الحيرة..
وعندما أدرك أنكِ (قرآن..)
يعجز بشرٌ على شاكلتي عن الإتيان بمثله ؛
فينزاح الألم قليلاً..
هكذا أنتِ ياأمي...
عظيمة خلقتي..
عظيمة الحياة والممات..
عظيمة الخلود والدوام.
أمي:
أتودد إليكِ أن لاتعتبي عليَّ..
كما أني لاأعتب عليكِ أبداً..
فأحوال الديار...وتجاعيد اللحظة المنهارة:
سرقتْ منا روعة التواصل..
وجعلتنا نرزح تحت واقعها المرير..
وتظل وعودنا تحت الإقامة الجبرية،
حتى تتمكن من إطلاق سراحها.
أمي:
ثمة وريقات وقصاصات خبًّئتُ فيها صبابتي،
هي عندي بمثابة تلافيف روح لجسدٍ لم يمت بعد.
أرجوكِ أن تحفظيها كما حفظتيني في أحشائك ،
وتحفظيني في شغاف قلبكِ،
لاتدعِ الآيادي الملّوثة تعبث بطهرها.
أمي:
ياأرضٌ وسماء تفيضان بالعطاء..
أأبيتُ على ظماءٍ،وأنتِ المنهلُ..
أيحلُ بي سقمٍ،وأنتِ الدواء والطبيبُ..
أينزل بي جدبٍ،وأنتِ الغيثُ الزلال..!!!؟
..وإن لي رباً اسمه الكريم ،
لم ينساني قط ،
ولن ينساني أبدا.
أمي:
أنا بخير..
بخير ياأمي..
فإذا رحلتْ عن دنياكم
قبل اللقاء..
قبل أن أعود من المنفى الأليم..
فقولي:
عفوتْ ورضيتْ عنك يافلذة كبدي.
أحب أمي..
أحب أبي..
أحب أخي..
أحب أصدقائي ورفاقي..
العالم أسرتي ،وأنا أحب أسرتي.
٢٠١٥/٦/٢٦
٩/٩ /١٤٣٦