صالح
سعيد حرور
صالح
يعدو يمرح
باللعبة يفرح
صالح يفهم الدرس
قبلما يشرح
شق الفقر
سقف البيت
و انهد جدار
ضاع الحلم
والدفء انهار
صالح
يبحث عن مأوى
والليل سعار
يتقاسم في المرسى
مع القطط الأحجار
وجهه يعلوه غبار
صالح
يا ابن الأرض
يا ابن الليل
وأرصفة المدينة
ابك صالح
قلب أمك هجروه
من اليسار إلى اليمين
غربوه
صار غرابا
ينوح خرابا
حل بالدار يبكيك
دُموع أنهار
أبوك الطاعن في السن
طعنوه
كفوا أنينه
وصراخ الصمت
خنقوه
لقنوه أن الصمت
حكمة الحكماء
قناعة ورضاء
« لو ما نطق ابن الحمامة
ما جاء الحنش هائم »
حفظ الدرس
واقتنع بالقدر المكتوب
فوران القلب جليد يذوب
يا صالح
لم تولد فوق فراش حرير
فاجعل أسمى غاياتك
أسمالا وحصير
صالح
كلاب ضَلال تأتي وتروح
ترمي أكثر مما تأكل
بطنك يلهبه الجوع
جفنك أخدود
تحفره الدموع
ابك صالح
من عجنوا الخبز
بسم العقارب
صفوا الكراسي للعزاء
حازوا المُناسِب
صالح
صالح لا يعرف للون ألوانا
صالح يصحب سرب قطط
يغني مواءً
تلتف جوقا
تغني طربا
لا يعرفه سواه
صالح يعرف
لغة «الماويات»
وصراخ الجوع
في الأحشاء
يبحث في الحاويات
ما يسكت به الآهات
وألم الرفاق
يزداد نماء
يقترب صالح
يرقب الربان السمين
في حذر
يهابه ... يخشاه
يختلس النظر للبحار الشاحب
وجه لا تعلوه دماء
وصاحب البحر ينفث
من داخل سيارة
دخان سيجارة
ويسبح في الفضاء
ترى ماذا دهاه ؟؟
يعد خيرات البحر أرصدة
ويُجري في أعماقه أوعية
تصب في حماه
لا تمس السمك يمناه
يعاف رائحة
ما أغناه
الطمع أعماه
صالح
يتأمل في ملكوت الله
كيف صير القطط تخشاه
يوزع بينها ما يلتقط
وما يلقاه
تنتظم القطط
تسعى لرضاه
يفكر صالح
كيف الإنسان يخشى سواه
يتلصص البحار الشاحب
يحمل صالحا من قفاه
خارج حلمه رماه
ليرضي مولاه
تجتمع القطط حول صالح
تلعق دموع عيناه
يعلو مواؤها
احمي صالحا رباه
