يـــــــــوم الأرض ال 39
سليمان دغش
مــن آذار مـــع خـــالص الحـــبّ والغضـــب..
عَلى كَفّي
حَمَلتُ الشَّمسَ إِكْليلاً مِنَ اللهَبِ
وَقُلْتُ لِرايَتي رفّي
مَداكِ الكَوْنُ وَانْتَصِبي
دَمُ الشُّهَداءِ حِنّاءٌ
يُخَضِّبُ أُفْقَ نَكْبَتِنا
وَيَفْرِشُ للصَّباحِ الدَّرْبَ كَيْ يَأْتي
عَلى الأَجْفانِ وَالهُدُبِ
أَتَأْتي الشَّمسُ يا وَطَني؟
سَتَأْتي الشَّمسُ يا وَطَني..
وَإِنْ خانَتْ..؟!
صَنَعْتُ الشَّمسَ مَنْ غَضَبي!!
لِماذا حاوَلوا قَتْلي؟
لِماذا حاوَلوا فَصْلي
عَنِ الأَرْضِ التي انْتَشَرَتْ عَلى جَفْنَيَّ
مِنْديلاً مِنَ الأَزْهارِ والعُشُبِ
لِماذا حاوَلوا فَصْلي
عَنِ الأَرْضِ التي التَحَمَتْ عَلى قَلْبي
جَناحاً ناعِمَ الزَّغَبِ
لِماذا حاوَلوا التَّفْريقَ
بَيْنَ العَيْنِ وَالهُدُبِ ؟!
سَلوا الزَّيْتونَ..
فَالزَّيْتونُ يَعْرِفُني
وَيَعْرِفُ أَنَّ ذا وَطَني
وَأَنِّي راسِخٌ كَالصَّخْرِ
كَالزَّيْتونِ
كَالعِنَبِ
جَبيني فَوْقَ كَفِّ الشَّمسِ مُلتَهِبٌ
وَقَلْبي ناضِجٌ بِالعِشْقِ..
وَالأَحْزانِ
وَالتَّعَبِ
سَلوا الأَشْجارَ..وَالأَحْجارَ إِنْ شِئْتُمْ
فَكُلُّ الأَرْضِ تَعْرِفُني
وَكُلُّ الأَرْضِ تَعْشَقُني
وَيَهْتِفُ كُلُّ ما فيها:
أَنا عَرَبي
أَنا عَرَبي
أَنا عَرَبي
لِماذا قاوَموا صَوْتي ؟
لِماذا قاوَموا لُغَتي؟
فَما كانوا سِوى حَطَبٍ لِمَوْقِدَتي
وَما كانوا سِوى ريحٍ
عَلى لَهَبي..
غَدي آتٍ
أَنا زَيَّنْتُ جَبْهَتَهُ
بِقافِلَةٍ مِنَ الشُّهداءِ وَالشُّهُبِ
فَلا تَخْشَ
سَوادَ الأُفْقِ وَالزَّمَنِ
أَنا كَالبَرْقِ يا وَطَني
وَليد تَزاحُمِ السُّحُبِ..!!
سَيَأْتي أَلفُ آذارٍ
وَأَلفُ وَأَلفُ مُغْتَصِبِ
ولكِنّا هُنا نَبْقى
جَليلاً عانَقَتْ يُمْناهُ كَرْمِلَنا
وَهَبَّتْ كَفُّهُ اليُسْرى
تُعانِقُ صَرْخَةَ النَّقَبِ..!!
( آذار 1976 )
*من ديوان لا خروج عن الدائرة