الشمس التي ماتت على كفّي
سليمان دغش
الشمس التي ماتت على كفّي
عَلى جَسَدي
تَمُرُّ قَوافِلُ التَّاريخِ يا وَطَني
وَتَسْحَقُني
وَتَسْحَقُني
وَتَسْحَقُني
فَسامِحْني
لأَنِّي لمْ أَصُدِّ الرّيحَ عَنْ شبَّاكِكَ الصَّيْفي
وَلمْ أَحْمِلْ لَكَ الشَّمسَ
التي ماتَتْ عَلى كَفِّي
فَإِنِّي أَعْزَلٌ مَنْفي
يُطارِدُني بَنو سُفيان والكُفَّارُ
في الصَّحراءِ يا وَطَني
فَسامِحْني
فَإِنَّ عَناكِبَ الصَّحراءِ لمْ تَستُرْ عَلى كَهْفي...
أَموتُ أَموتُ يا وَطَني
تَخافُ قَوافِلُ التّاريخِ أَنْ أَكْبُرْ
فَلا تَحْزَنْ
إِذا عَجِزَتْ غُيومي بَعْدُ أَنْ تُمْطِرْ
فَإِنَّ عَواصِفَ الصَّحراءِ
تَرْفُضُ مَوْسِمي الأَخْضَرْ
وَتَسحَقُني
وَتَسحَقُني
وَتَسحَقُني
تكَحّلَ جَفنها بَيْروتُ هذا الصُّبْحَ مِنْ دَمِّي
وَأَعشَقُها
وَتَطْرُدُني
فَأَعْشَقُها
وَتَذْبَحُني
فَأَصْرُخُ ... آه ِ يا أُمِّي
أَموت ُ أَموتُ يا وَطَني
وَما ذَنْبي
سِوى أَنِّي
حَضَنْتُ هَواكَ في قَلبي
فَصارَ الحُبُّ.. صارَ الحُبُّ
مَذْبَحَة ً عَلى دَرْبي
فَسامِحْني
لأَنِّي لمْ أَصُدِّ الرّيحَ عَنْ شبَّاكِكَ الصَّيْفي
وَلمْ أَحْمِلْ لَكَ الشَّمسَ
التي ماتَتْ عَلى كَفِّي..
عَلى جَسَدي
تمرُّ قَوافِلُ التَّاريخِ يا وَطَني
وَتَسْحَقُني
وَتَسْحَقُني
وَتَسْحَقُني
فَسامِحْني
إِذا ذابَتْ دُموعُ الآه ِ في لُغَتي
فَما أَخْفَضْتُ أَجْنِحَتي
وَلا رَضَخَتْ
لأَمْرِ البَحْرِ والأَنواءِ مَرْكِبَتي
بَقيتُ بِمُفرَدي
قاوَمْتُ حَتَّى الموتِ فاعْذُرْني
لأَنَّ المَوْتَ لمْ يَكْفِ
لأَنَّ المَوْتَ لمْ يَكْفِ
لأَنَّ المَوْتَ ..لمْ .. يَكْفِ
عَلى جَسَدي
تَمرُّ قَوافِلُ التّاريخِ يا وَطَني
وَتَسْحَقٌني
وَتَسْحَقُني
وَتَسْحَقُني
ولكِنِّي...
سَأَعْشَقُ غَيْمَة ً تَأْتي
وَتَحْمِلُني...
وَتَنْثُرُني
رَذاذاً في ثَرى وَطَني
أَنا جُرْحٌ...
فَهَلْ للجُرْح ِ سَيْطَرَةٌ
عَلى النَّزْفِ ؟!
أَنا سَيْفٌ بِلا غَمْد ِ
وَهَلْ للسَّيْفِ أَنْ يَرْتاحَ إِلاَّ داخِلَ الغمْدِ
وَأَنْتَ الغمْدُ يا وَطَني
وَهَلْ للغمْدِ أَنْ يَرْضى
بِغَيْرِ
صَداقَةِ
السَّيْفِ..؟!
عَلى جَسَدي
تَمُرُّ قَوافِلُ التّاريخِ يا وَطَني
فَأَسٍحَقُها
وَأَسْحَقُها
وَأَسْحَقُها إِلى الأَبَدِ
جُيوشُ الردَّةِ اندَحَرَتْ..
وَكانَ اللهُ في صَفِّي
من ديوان " لا خروج عن الدائرة "