شعـاع إلى فجـر التكويـن
سامى نفادى
(فى مِثل هذا الدهْرِ مِنْ كوْنٍ مَضَىَ)
كانت مساءاتٌ
و كان الطَّلُّ يسْتَدْنِى مرامِيَهُ
و يستلْقِى علىَ وَجَلِ السماءْ
فترُوحُ تلهو فوْقَ عِشْقِ الطلِّ أطفالُ السماواتِ
الذين تَنَزَّلُوا مِنْ حُلْمِ أجْفانِ البنَفْسَجِ
حينما نادَىَ غُباٌرٌ أوَّلِىٌّ أعْصُرَ التكوينِ
فاشْتَعَلَتْ أهازيجٌ
و فارتْ تَنْهِدَاتٌ
و استهامَ النبْضُ فى رُوحِ القَصِيدِ
و عَرْبَدَتْ ـ ألَقاً ـ لُغاتُ الطيْفِ
تَسْطَعُ فى فضاءاتٍ و أمداءٍ
مُفَرَّغَةٍ مِنَ الأيَّامِ
كان الفَجْرُ
ـ فى مَهْدِ النُّبُوَّةِ ـ
يسْتَقِى وحْيا طُفُولِيَّا
و يمْلَؤُهُ عصافيراً
و يُلْقِى فى خواطِرِها رُؤَىَ التكوينِ
كان الفجْرُ
يَنْفُضُ عْنْ ترانيمِ البِدايَةِ دَهْشَةَ الأجْسادِ
يَسْتَمْرِى لها الأرْواحَ
كان الفجْرُ
يَجْمَعُ مِنْ كُهُوفِ النَّبْضِ أبْخِرَةً
و يَسْتَجْلِى عناصِرَها
و يُدْهِشُها
فَتُدْهِشُهُ:
ـ هذا هو الدَّهْرُ المُعَتَّقُ
ـ هذهِ كَيْنُونَةُ الأكوانِ جاءت
تَدَّعِى اللَّوْنَ المُلَفَّقَ
ـ هذهِ أصْداءُ ما قَبْلَ البِدايةِ
تتَّكِى فوْقَ الطلُولِ السابحاتِ الذِّكْرِ فى:
"جَمَعَ السماواتِ و الأرْضَ فى صُحْبَةِ أحْلامٍ
ثُمَّ اسْتَوَىَ إلى الشِعْرْ"
فَهَبِى لِهَذا الفَجْرِ أنهارا/نهاراتٍ و أسْئلَةً:
1ـ الَفجْرُ لُؤْلُؤَةٌ بِدُرِّ خواطِرِى
2ـ الفجرُ سَيَّارٌ على فَلَكى يَصُبُّ الغَيْبْ
3ـ الفجْرُ شُرْيانٌ لِكُلِّ الأمْسِياتِ إذا تَذُوبُ قياثِرى
4ـو أنا التَّفَجُّرُ و الرُّمُوزُ لِكُلِّ صَوْبْ
فهبى لِهذا الفَجْرِ أنْهارا/ نهاراتٍ و أسْئلَةً
تُعِيدُ الرُّوحَ لِلْمَجْرَى الذى سَلَكَتْهُ ،
حِينَ شَرَعْتُ فى عَيْنَيْكِ
أنْتَشِلُ الزمـــــــــانَ
مِنَ العَــــــــــــــدَمْ
ما بالُ أعْصُرِناـ إذَنْ ـ ؛
تَطَأ الهروبَ و لا تَثُوُبْ
فارمى العَدَمْ
فى مِثْلِ هذا البَهْوْ .
.. .. .. .. .. .. ..
(فى مِثْلِ هذا الوَقْتِ مِنْ دَهْرٍ مَضَى)
جِئْنا
و أنْزَلْنا الكِتَابَ
كِتَابَ تَبْيانٍ لِتَجْنِينِ الشواطِئِ .. و المَرافِئِ ..
و الحكايا .. و العصورِ السالِفاتِ / الآتياتِ لِكُلِّ
كُلٍّ أنْ يَذُوبْ
و يذُوُبَ فى رِيحِ الجٌنُونِ الأوَّلِىّ
<هـــــــذا كِتَابٌ للصعودْ>
فاحْكى لِأَهْلِ الطيْفِ أطْوارَ التهجُّدِ فى الغُيُوبِ القادِماتِ
أو التَّنَزُّلِ حَوْلَ مَجْدِ الكَوْنِ
كَمْ تَزْهُو أساطيرٌ مِنَ القِشْرِ الزَّمانَىِّ
المُزَيَّنِ بالصَدَأْ؟!
كمْ يَدَّعِى الشيْءٌ انغِماسا فى الحُضورِ الحَقِّ
لكنْ :قَبْلَما يَأتِى انْفَثَأْ؟!
مِنْ أجْلِنا
مِنَ أجْلِهمْ
مِنْ أجْلِ هذا الغَيْبِ
و الأملِ المُعَلَّقِ بيْنَ سطْحِ الغَيْبِ
و النَبْضِ الجَرِىءْ:
*قولِى لِأهْلِ الأرْضِ نَهْراً لِلْمَعارِجْ:
ـ "يَوْمَئذٍ يَعْرُجُ الظمْآنُ بِرُوحٍ جديدْ"
ـ "و تقوُلينَ لِقَلْبِى :هَل انْصَهَرْتَ
فيقولُ: و هَلْ مِنْ مَزِيدْ؟"
ـ "قَوْلٌ مَعْرُوفٌ
و لْيَأْتِ كُلٌّ بِنَبْضٍ شهــــــــــيدْ"
*قولى لِأهْلِ الأرْضِ نَهْراً للمَعارِجْ
عَلَّ الذينَ تَشُدُّهم رُوحُ التَرَوُّحِ يَسْمَعُونْ
<هـــــــــــذا كتَابٌ للصُعودْ>
فى مِثْلِ هذا النَّهْرْ .
.. .. .. .. .. .. .. ..
ما مِثْلُ هذا الدَّهْرِ يَفْنَى فى أصُولِ المَدِّ و التَأْرِيخِ
لِلَّوْنِ الذى تَلْقاهُ مَنْشُورا أنِ اقْرَأْ
إن تَلِجْ مَعْنَى الوُرُوُدْ
لكنما فى حَرْفِنا
لُغَةُ الوُرودِ على خُلُودِ الوِرْدِ
قـُــــــــــــــــــــــولِى
و امْنَحى أُنْشُـــــــــــودَةَ التكوينِ فَجْـــــــــراً
بَعْدَ أمــــــــداءِ الخُــــــلُودْ .
هَلْ مِنْ مَزِيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدْ؟!
و مَتَى سَيَمْتَزِجُ المَزِيــــــــــــــــــــــــــــدْ؟!
*ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ*